جريح عاد بعد شفاؤة

جريح عاد من جرحه يخط خطا مشواره..
فقابله الزمن بحكمته و هيبته....



الزمن / اعدت من جديد يا ابن آدم ؟؟؟
الجريح / نعم يا زمن عدت و عادت معي رغبتي لإستكمال طريقي..

الزمن/ اتخطيت جرحك يا ابن أدم ؟؟؟
الجريح / كالشهب الذي لا اثر له يا زمن، فلقد علمتني ايامك ان الضربة التي لا تنهي، تقوي و تعلي من جلالة الإنسان، و هو ما جعلني اقوم من اجل تكملة طريقي...

الزمن / عجيب امرك يا ابن آدم ! اأصبحت صامتا مبتسما، هادئا على عكس حالك ؟!
الجريح / ولماذا لا ابتسم و اصمت هادئا لكي اكمل حياتي ؟ فإذا خسرت مع ايامك معركة، فهناك الف حرب و حرب في إنتظاري! و إذا ضعفت من مجرد جوله في جولات سنواتك، لن يصبح هناك معنى لحياتي !

الزمن / الم تكن جريحا من جرح الأنذال و السفهاء و الجهلاء، و كنت تلتوي و تأتي على نفسك بالحزن و الألم و البكاء ؟؟
الجريح / و تعلمت منك يا زمن، بأن إذا نطق السفيه لا اجيبه، فخير من إجابته السكوت، فلا جرح ولا إنهزام من السفيه و الجاهل و كل نذل خائن، فلقد علمت اني في المقدمة من طعنت كل منهم في ظهري..!!

الزمن / ولكن هم كثيرون، و انت وحدك و لا احد في صفك، امازلت مصر على ان تكون امامهم عدو ؟؟؟
الجريح / ولو توحدت كل قواهم علي وحدي، و اراد ربك و ربي، ان اكون فوق رؤسهم بنصري عاليا، لسوف يكون الأمر له من قبل و من بعد، و لو كانوا كثيروا و كنت وحيدا بقلمي و بعقلي و بفكري و بكل ماتبقى من شجاعة قلبي...!!

الزمن / مهلا يا ابن آدم، فأنت في وقت من ازماني ملعون به البشر، و كل صاحب قلم و مبدأ .. اصبح جاني !!!
الجريح / لا يهمني يا زمن، فلا اجرح سوى من القرباء مني، ولا اهتم او أعباء بالسفهاء من حولي، فكما علمتني ايامك كلامي و علمي و كل معرفتي كالقافلة، و هم و جهلهم و غبائهم و تفاهة و سطحية افكارهم كالكلاب في طريقي...

الزمن / اراك متعلما واعيا متفهما، للعبة البشر في ايامي..!
الجريح / علمتني ايامك يا زمن، ان من يريد الخير في زمن الشر المقنع بالخير، عليه ان يتسلح بالشر المضاد، و ان يكون بالقسوة المباشرة في حربه مع عدوه، متسلحا في مشواره..

الزمن / إذا فانت تريت القتال حتى النهاية؟؟؟
الجريح / بل يا زمن، سأبدأ من البداية، لكي ارى كيف تنتهي الحكاية، و ان مقاتلا بقلمي كالسيف البتار في وجوههم حتى النهاية...

الزمن / ويحك يا جريح، انت لم تعد جريحا، بل سوف تكون على عيونهم و اذانهم عاصفة لن يجدوا منها مخبئا...!!
الجريح / بل سوف اكون لهم كالبركان المتفجر، و كالإعصار الساحق، وكالجحيم الملتهب، ليس لمجد او لعزة نفس او لكرامة او حتى لشخص نفسي، بل لمبادئي و من اجلها، سوف اكون لها مقاتلا بكل ما املك في حياتي...

الزمان / إذا يا ابن آدم، لم تعد جريحا بعد عوتك، ولن تصبح بعد ما رايته في تجربتك مهزوما، ولن يكون امام ممن عادوك و من تجبروا عليك سوى الهزيمة المطلقة...
الجريح / بإذن واحد أحد، بإذن خالق كل مافي الكون، سوف اكمل على بركة الله مشواري، و سوف اكمل على بركة الله طريقي....

الزمان / و تذكر دائما يا ابن آدم، إن الله مع الصابرين..
الجريح / صحيح يا زمن، فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة، و لسوف نكون بأمر الله وحده منصورين ....







ايها الإنسان...
جرحك هو سبيلك لنصرك..

فإنهض من كبوتك، تجد الف مسار لتحررك..

و تفوق بعلمك و مبادئك، يهابك و يخشاك اعدائك...

فقم من البداية...
فلا يزال الصراع مفتوحا حتى النهاية...